اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 310
وجد الضمير لان إرضاء الرسول مستلزم لإرضاء الله بل هو عين ارضائه ورضاه سبحانه عند من رفع سبل التعدد عن عينيه وغشاوة الكثرة عن بصره مطلقا إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ بالله وبحقية رسوله
أَلَمْ يَعْلَمُوا ولم يفهموا أولئك المتخلفون المؤذون لله ولرسوله أَنَّهُ اى الشان مَنْ يُحادِدِ ويشاقق اللَّهَ وَرَسُولَهُ ويتعد حدود الله ويخالف امر رسوله فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ جزاء لما اقترف من المعاداة فيكون خالِداً فِيها لا ينجو منها أصلا ذلِكَ اى الخلود في جهنم الحرمان الْخِزْيُ الْعَظِيمُ والهلاك الدائم الأليم ابدا دائما
ومن شدة نفاقهم وشقاقهم يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ المصرون على الكفر الكامن في قلوبهم المظهرون للايمان استهزاء ومداهنة أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ اى على المؤمنين سُورَةٌ طائفة من الكلام تُنَبِّئُهُمْ وتخبرهم بِما فِي قُلُوبِهِمْ من الكفر والنفاق فحينئذ فعلوا بهم ما فعلوا بالمشركين المجاهرين قُلِ لهم تهديدا وتقريعا اسْتَهْزِؤُا بالمؤمنين وامضوا على ما أنتم عليه من الكفر والنفاق إِنَّ اللَّهَ المنتقم منكم مُخْرِجٌ ومظهر ما كنتم تَحْذَرُونَ منه وهو إنزال السورة لإفشاء حالكم انتقاما لكم
وَكيف لا ينتقم الله عنهم لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ اى لئن سألتهم واخذتهم حين استهزؤا بك وباصحابك وقت مرورهم عليك في غزوة تبوك قائلين انظروا الى هذا الرجل يريد ان يفتح قصور الشأم وحصونه هيهات هيهات فألهمت به أنت يا أكمل الرسل فدعوتهم وقلت لهم لم قلتم كذا وكذا فقالوا لا والله ما كنا في شأنك وشأن أصحابك في شيء بل إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ بالأراجيف مزاحا ليهون السفر علينا قُلْ لهم بمقتضى علمك إياهم بوحي الله والهامه توبيخا وتقريعا أَبِاللَّهِ المنزه ذاته عن ان يستهزئ به وَآياتِهِ البريئة عن النقص مطلقا وَرَسُولِهِ المطهر عن شوب الكذب كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ ايها الحمقى فتربصوا وانتظروا حتى يستهزئ الله بكم فانا منتظرون
وبالجملة لا تَعْتَذِرُوا ايها المنافقون المخالفون لدين الله المعاندون لرسوله بالأعذار الفاسدة ولا تحلفوا بالحلف الكاذب انكم قَدْ كَفَرْتُمْ وأظهرتم الكفر بإيذاء الرسول وطعن دينه وقدح كتابه مدة اعماركم سيما بَعْدَ إِيمانِكُمْ اى بعد ما أظهرتم الايمان فارتفع الآن الامان عنا وعنكم بفعلكم هذا فلحقتم بالمشركين المجاهرين فنفعل بكم نحن بعد اليوم ما نفعل بهم إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ بعد ما تابوا عما صدر عنهم ورجعوا الى الله نادمين خاضعين عن ظهر القلب نُعَذِّبْ بالقتل والأسر والاجلاء والإذلال طائِفَةٍ اخرى منكم بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ مصرين على ما هم عليه من الكفر والنفاق وإيذاء الرسول والتخلف عن امره بلا توبة وندامة فعليكم ايها المؤمنون ان تعذبوهم حتما ذكرا وأنثى
إذ الْمُنافِقُونَ المصرون على النفاق اصالة وَالْمُنافِقاتُ المصرات عليه تبعا بَعْضُهُمْ ناش مِنْ بَعْضٍ يتظاهرون ويتعاونون في نفاقهم حيث يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ على عكس المؤمنين وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ عن عموم الخيرات والمبرات كلها وما ذلك الا انهم قد نَسُوا اللَّهَ المظهر الموجد لهم بالإعراض عن حكمه وإيذاء رسوله المبين لأحكامه فَنَسِيَهُمْ الله ايضا ولم ينظر إليهم بنظر الرحمة إِنَّ الْمُنافِقِينَ المصرين على النفاق المتمردين عن الوفاق هُمُ الْفاسِقُونَ المقصورون على الخروج عن مقتضى الحدود الإلهية لذلك
وَعَدَ اللَّهُ المنتقم المقتدر على انواع الانتقام الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ المجاهرين بلا تفاوت نارَ جَهَنَّمَ منزلا لا نجاة لهم منها أصلا بل صاروا خالِدِينَ فِيها ابدا هِيَ
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 310